القلب العربي ونشرة الاخبار

في كل صباح يحرص القلب العربي على عدم تفويت نشرة الأخبار

ذلك القلب المسهد دوما فوق النار

من بغداد إلى دمشق . . إلى طرابلس الشرق والغرب

إلى بيروت إلى صنعاء إلى قندهار

على ضفاف فلسطين وهضبة الجولان

على الذل على الموت في عز النهار

ينقله الهواء مباشرة فترى القلب حيران

مجمع الأقراح أنت ياقلبنا العربي

والأشجان والأحزان

دامي الروح والعينان

ترى الموت في طرابلس الغرب

عليه اتفق الجمعان وعليه تفرقوا

فزادوا الأمريكان

وكان ماكان من سالف العصر والأوان

وفي بغداد وفي إيران والشيشان وآفة ذا الزمان

والجرح نفسه واحد والقرح والأحزان

ياصاح هل تعرف أن اوطاننا جميلة. . .؟: يقول القلب في حالة تيهان .

ولونها الأحمر زادها ازديان

ألفناه حقا ألف طويلا

ألفناه صبحا وليلا

في الشوارع والمساجد والمعابد والكنائس والحدائق

كالورد إكليلا

يا صاح نحن أمة ولدنا ساكتين

ألفنا الذل والصمت دهرا

ولما أفقنا ذبحنا أهلينا وذوينا

يامن ينظر الأخبار لاشيء جديد

سوى أن قوم يعيشون كالعبيد

ولا شيئ سوى الموت يهطل وابلا

كقذائف الصخور والفسفور

كحجارة من سجيل في مخالب النسور

أخي لا جديد سوى أن حزننا العربي باق

وتمر بنا الأحداث ونحن دامعينَ

في القلب جرحٌ وفي الأحشاء ألمٌ وأنينا

وفي آخر مرة بكينا

كانت على لاعبينا

وأحيانا بكينا على الراقصين وحتى الساقطين والفاجرين

قد يمر أحدهم ويقع على هذه العبارة

ويقول في لحظة إشفاق ويحكي:

هداكم ربي يا قلوبا ضالّينَ

ولكن قلبيَ العربيَّ يبكي . .

بكاء الحالمين على الدنيا اللعينه

يبكي على وطن حباه ربه متخاذلين

على شعب يخاصم شعبا

على إخوة متفرقين

على نشرة الأخبار من كل يوم

نرى ضعفنا نرى همنا نرى السذاجة بين أيدينا

نرى الدم في وسط المدينة

جفت بحار الكون يا دهر

وجفت حقول النفط في صحارينا

جفت أنهار الخمر في جنة الكفر

وما جفت مآقينا

يا واضع الأخبار ساقي القهوه

أعد التحرير علنا نقوى

بكل صباح نرشفها حنضلا

ومن مرّها نروى

أعد التحرير يا واضع الأخبار فلم نكن

أبدا يا دهر يوماً ظالمين.

وقلبنا العربي باك

على الحزن نحيا وعليه نموت

قدرنا أن نكابد الألام

وأن نعيش وأن نموت صامتين.





دمتم بود